• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التغيرات المناخية السلبية وتأثيرها على حياة الكائنات الحية بقصة "ليلة موت المحارب" للكاتب جمال بربري

التغيرات المناخية السلبية وتأثيرها على حياة الكائنات الحية بقصة ليلة موت المحارب للكاتب جمال بربري
محمود سلامة الهايشة


تاريخ الإضافة: 17/12/2022 ميلادي - 24/5/1444 هجري

الزيارات: 2038

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التغيرات المناخية السلبية وتأثيرها على حياة الكائنات الحية

بقصة "ليلة موت المحارب" للكاتب جمال بربري


يعد فنُّ القصة القصيرة من الفنون التي ترصد للحياة اليومية المحيطة ببيئة كاتبها، فتسجل لمشهد واقعي مرَّ به الكاتب أو مرَّ حوله؛ لذا فهناك من تلك القصص ما هو اجتماعي، أو اقتصادي، أو إنساني ...؛ إلخ، من الأنشطة اليومية لشخص أو أكثر في لحظة ما، من منظور القاصِّ، فمن الممكن تجد عدة قصص قصيرة ترصد نفس المشهد السردي، ولكن بعيون متباينة، كلٌّ كتبه من وجهة نظره.

 

كتب قصة "ليلة موت المحارب" الكاتب المصري "جمال بربري" ونُشرت بالمجلة العربية السعودية بالعدد (554) – نوفمبر 2020م - ربيع الثاني 1444هـ، ما أجمل الجملة الافتتاحية للقصة القصية التي تحتوى بشكل مكثَّف على الكثير من تفاصيلها: (ورف الظل ليرسم لوحة سوداء على جوانب القرية الحزينة)؛ إذًا تدور أحداث قصتنا بإحدى القرى في يوم من أيامها الحزينة التي سوف يصورها لنا الكاتب من خلال السرد القصصي، واصفًا حال سُكانها بتشبيه جميل جدًّا: (بينما الغيوم ما تزال ترفض سقوط أجنة المطر من دموعها الثقال، كأن أقواس السحاب تشرب هذه الغيوم)، عيون أهل القرية الحزينة والمليئة بالدموع، كالسماء الغائمة المحمَّلة بالمطر، وترفض السُّحُبُ التخلي عنها ونزولها.

 

ثم تشبيه آخر متصل، بأن سحب السماء الممتلئة بمياه المطر كالمرأة الحامل التي على وشك المخاض والولادة بخروج (سقوط) المولود (الأمطار) منها، (حتى جاءت مرحلة المخاض وتساقطت الأمطار دموعًا ودماء، أخذت الغيوم تذوب في السماء وتُغرِق الأرض البور التي مات من كانوا يزرعونها)؛ مما يعني تأخر السماء لسنوات طويلة عن الإمطار؛ مما تسبب في بوار الأرض وموت أصحابها؛ حيث طرح الكاتب لإشكالية التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على البيئة، وما تحتويه من كائنات حية؛ (ارتفاع درجات الحرارة مؤذِنة بهروب الطيور المعلقة في السماء، لترى أسرابًا منها بحضن الأشجار وطلالها الحانية؛ لتغرِّد حاملة بشارة ما)؛ علمًا بأن مدينة السلام (شرم الشيخ) بمصر تستضيف قمة المناخ الأممية – كوب 27 - نوفمبر 2022.

 

جعل الكاتب جمال بربري بطل القصة الرئاسي "الجندي المقاتل الذي استُشهد دفاعًا عن وطنه"؛ (عاد الجندي المقاتل لقريته مفعمًا بالأحلام من جبهة المعركة، حاملًا نياشينَ اعتبرها أكبر من كنوز الدنيا ... كبضاعة نفيسة، تسطِّر تاريخ شجاعته، وذكريات حرب خرج منها منتصرًا)، وجميع أهل قريته من صغار وكبار وأبطال ثانويين ينتظرون لحظة وصول جثمان الشهيد لمسقط رأسه لتشييعه إلى مثواه الأخير؛ (عند مدخل القرية سبقت أصوات أهازيج القوم وجوههم، كانوا يحتفلون به، وكان صغاره يتحلقون حوله، ينظرون إليه بكل الكبرياء والفخر)، بالطبع الحرب الدائرة حاليًّا بمصر، ومنذ عقدين تقريبًا من الزمان، ومع بداية القرن الحادي والعشرين هي الحرب على الإرهاب والتطرف في شبه جزيرة سيناء؛ (يقرأ في عيونهم فخر أنه والدهم، وأنه ضحى من أجل تراب هذا الوطن الحر)؛ تعامل الكاتب مع هذا الجندي البطل الشهيد بأنه حيٌّ يُرزق، يسمع ويرى ويتحرك ويشعر بمن حوله من أهل قريته وعائلته الكبيرة والصغيرة.

 

اهتم المؤلف "جمال بربري" ببدء أكثر من فقرة من الفقرات السردية بقصته "ليلة موت المحارب" بجملة يحدد فيها المواقيت، مع الحالة النفسية والحركية للشخوص حينها، كأنه يقول: إن حالتنا الشعورية تتغير من لحظة وأخرى؛ فعلى سبيل المثال: (في المساءات الكئيبة، كان يمسك نياشينه ...)، (في الصباح، حمل نياشيه ...)، (في الأيام السالفة، كان يغفو مبكرًا ليرافق والده إلى الحقل ...)، (عند الصباح احتضت زوجته كفه الباردة، مسحت بها وجهها وعينيها ...)، (سكن الليل أخيرًا في الخارج، كان الفقراء قد استمروا يعودونه طوال النهار ...).

 

ظلت القصة واقعية حتى مرَّ منها ثلاثة أرباعها، وهي حزن القرية على استشهاد أحد أبنائها الجنود الذي سقط في المعارك، حتى (حملوا نعشه إلى مسافة لم تكن بعيدة، كان كل شيء مهيَّأً هناك، وضعوا جثمانًا في اللحد، وحين أراد الحفَّار أن يُهيل عليه التراب)؛ ومن تلك اللحظة الفارقة بالقصة انقلبت القصة من الواقعية إلى الفانتازيا الأسطورية، (فُوجئ باختفاء الجثة، ارتبك قليلًا، لكنه عاد ليكمل عمله، كان يريد أن يقبض أجر دفن ميت، حتى لو فرت جثته)؛ هنا الدفَّان يتعامل مع الجثث بالقطعة أو كما يقول "بالحتة"، بالنهاية هو شغل يريد إنجازه لكي يقبض عليه أجرًا.

 

وإلى هنا لم تنتهِ القصة، بل دخلت في مرحلة من الإثارة والتشويق؛ أين اختفت الجثة؟ وأين ذهبت؟ صراع سردي جديد يشعله القاص، والقصة توشِك على النهاية؛ (شاع الأمر بين أهل القرية، أخذوا يتهامسون: رفض شعبان القبر، رفض وهو القوي أن يسقط مستسلمًا)، هنا تم ذكر اسم هذا الجندي (شعبان) على لسان أهل قريته، وبدأت القصص والروايات تتكاثر على ألسنتهم؛ (رأيناه ينطلق عاريًا يحارب الظلمة، وصورته بارزة في وجه القمر، على الحجر لمحنا آثار قدميه، رأيناها تمضي نحو البعيد)، ولكن لم يستمر الأمر كثيرًا، (لقد عاد شعبان إلى قبره ... ربما أعياه التعب).

 

وحتى يُرسِّخ المؤلف فانتازيا الأموات مع الأحياء، دار حوار بين شعبان الميت والحفار الدفان: (استقبله الحفَّار بحفاوة ضاحكًا ... وقال له: "قبرك جاهز، دومًا تأتي في الوقت المناسب كعادتك"؛ يقال: إن شعبان هزَّ رأسه، ودخل بكامل إرادته إلى قبره، وتمدد هناك، وأغمض عينيه، ولم يفتحهما بعدها أبدًا).

 

تسمى الفانتازيا في الأدب العربي أيضًا" أدب الخيال"؛ ويُعرَف بأنه فن يقوم بالأساس على الخيال الواسع، والأساطير والخرافات ذات الشعبية الواسعة لدى الجمهور، التي تتمتع بجاذبية قوية بسبب قدرتها على أخذ المشاهدين في رحلة جميلة في فضاء الخيال، والأساطير التي طالما سمع بها على مدار التاريخ، ويتميز هذا النوع من الفن بقدرته على التشويق والإثارة القائمين على الغموض، وقد ختم الكاتب "جمال بربري" قصته "ليلة موت المحارب"؛ بقوله: (صدَّق أهل القرية الحكاية الأخيرة، لكنهم ما زالوا ينظرون نحو وجه القمر).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة